Connect with us

الدوري اللبناني

لا هبوط ولا من يحزنون

من نواحٍ كثيرة، هذا الموسم استثنائي. هو أقصر دوري منذ اعتماد نظام النقاط الثلاث عام 1994 بسبب كل الصعوبات المالية والصحية، التي هي نفسها ألغت الموسم الماضي.

على الرغم من أن كرة القدم (بما في ذلك كرة الصالات) هي الرياضة الناشطة الوحيدة في البلاد، فقد توّقف الموسم مرتين بسبب قيود الإغلاق التي تنفذها الحكومة. في الأصل، تم تقصير الموسم فقط لمساعدة الأندية على خفض تكاليفها والتمكن من تمويل موسمها. قامت مساعدات الفيفا بتأمين معظم الميزانية.

أضافت هذه التوقفات ما يقارب الشهرين من الأجور على الأندية. لهذا السبب بدأت الأندية الأضعف مالياً في النقاش فيما بينها حول امكانية إلغاء الهبوط لهذا الموسم. كانت هذه المناقشات تدور بين الأندية الستة الأدنى من كل من الدوري الممتاز والدوري الثاني.

الطرح هي أن يستكمل الدوري كما كان مخطط له سابقًا. في آخر الموسم، سيتم الإعلان عن فائز وفريقان سيهبطان من كل درجة ولكن تغيير في نظام بطولة العام المقبل سيشمل زيادة عدد الفرق في الدرجتين لتضمّ 14 فريقًا. لذلك، يصبح الهبوط معنوي فقط، لا يطبق على ارض الواقع. لا توجد اي معلومات عن بطولة كأس الاتحاد.

في اليومين الماضيين، سمح نادي طرابلس لاثنين من اللاعبين الأساسيين بالانتقال على سبيل الإعارة إلى الخارج، وقد طلب سمير بواب، الأمين العام لنادي التضامن صور، علانية إلغاء الهبوط لهذا الموسم في مقابلة له قبل يومين. يبدو أن احتمالية هبوط الفرق تتضاءل يومًا بعد يوم.

كرة القدم هي فن الأفعال المتكررة. هذا هو السبب في أن الإيقاف قد يضر بمستوى لاعبي كرة القدم ويخلق تقلبًا في أدائهم. لكن مطالب إلغاء الهبوط يأتي من منطلق اقتصادي وليس رياضي. تقريبا جميع رؤساء الأندية في الدوري الممتاز هم من رجال الأعمال، أو يضم مجلس إدارة النادي رجل أعمال واحد على الأقل. لذلك، فإن عدم توقعهم لإمكانية فرض فترات إغلاق بين تشرين الاول 2020 وأذار 2021، اثناء انتشار وباءًا عالميًا، أمر محيّر. ناهيك عن أنه نظرًا لتقلّبات الدولار الأمريكي، فإن قيمة 20 ألف دولار ازدادت حتى اليوم حوالي 50 مليون ليرة عما كانت قيمته في آب الماضي (عندما تمّ توزيعها). هذا يعادل أكثر من شهر من الأجور للاعبي فرق الوسط في دوري الدرجة الاولى.

منذ آب 2020، أدخلت كرة القدم أكثر من نصف مليون دولار من انتقال لاعبي كرة القدم فقط (لا يتضمن ذلك أموال جوائز المسابقات ومساعدات الفيفا). هنالك فرص لأرباح اقتصادية هامّة في هذه الرياضة ولكن للأسف، لا أحد من صانعي القرار يراها. إذا لجأنا دائمًا إلى أنصاف الحلول، فسوف تتقلّص فرص الربح هذه وسيضيع كل التّقدم في كرة القدم اللبنانية منذ بعد الحرب.

بدون قضاء 3 مواسم في الدرجة الثانية، لم يتمكن نادي طرابلس من إنهاء ثلاث مرات متتالية في المراكز الستة الأولى في الدوري (انجاز غير مسبوق للأندية من خارج بيروت) والوصول إلى نهائيين متتاليين كأس الاتحاد. لا عيب في الهبوط إلى الدرجة الثانية. يمكن الاستفادة من هذه الفترة لتطوير مواهب جديدة ونموذج عمل جديد يجعل النادي قويّ اقتصاديًا بما يكفي للبقاء في الدرجة الاولى وربما حتى المنافسة على اللقب.

فايسبوك

More in الدوري اللبناني