Connect with us

Interview

جنيفر شحادة: أحلم بعودتي

ترسل كرة القدم، اللعبة الجميلة، اللاعبين والمعجبين في اندفاعات التقلبات العاطفية مع كل انتصار وخسارة والحادث الأكثر رعبًا بين اللاعبين هو: الإصابات.

يمكن أن تتنوع الإصابات من التواء خفيف لحد الوصول الى حوادث رهيبة التي يمكن أن تترك بعضًا من أفضل اللاعبين خارج المسابقات لأسابيع أو شهور أو مواسم كاملة أو حتى إنهاء حياتهم المهنية بالكامل. شهد الدوري اللبناني لكرة القدم 2019-2020 إصابة مروعة في إحدى مبارياته الأولى حيث أصيبت لاعبة خط وسط الصفاء، جنيفر شحادة، بكسر في عظمة الشظية وأجبرتها على الابتعاد عم كرة القدم حتى نهاية الموسم.

لم تكن جينيفر شحادة لاعبة في دوري كرة القدم النسائية فحسب، بل كانت أيضًا تدرس التربية البدنية وحاملة لحزام الكاراتيه، تم ضمها إلى المنتخب الوطني لأقل من 19 عامًا في التصفيات الآسيوية العام الماضي. بعد قضاء أربع سنوات مع السلام زغرتا والتنافس على مستويات U17 وU19 ودوري النساء، قررت شحادة أن الوقت قد حان للبحث عن تحدٍ أكبر وانضمت إلى صفوف نادي الصفا لكرة القدم. وأوضحت “شعرت أن هناك مستوى أعلى من المنافسة”، بالإضافة إلى آمالها في التنافس على لقب الدوري. ومع ذلك، لم تستمر هذه التوقعات العالية لفترة طويلة عندما دخلت الملعب في مباراة الصفا الثالثة هذا الموسم ضد BFA ووقعت إصابتها المروعة تركتها وجميع اللاعبين والموظفين في الميدان في صدمة ورعب.

تتذكر شحادة هذه التجربة المؤلمة التي بدأت في الليلة السابقة للمباراة. “لم أتمكن من النوم في تلك الليلة، كان لدي الكثير من الأفكار السيئة”، لكنها تخطتهم في نهاية المطاف من خلال التحدث إلى زملائها في الفريق أثناء الإحماء. لم يكن قبل النصف الثاني من المباراة حين سقطت شحادة على الأرض. “لم أكن أعرف ما حدث عندما سقطت فعاودت الوقوف لمواصلة المباراة”. ولكن بعد أن لاحظت النظرات على وجوه اللاعبين الآخرين، وبعضها كان الدموع تنهمر، نظرت إلى ساقها وأدركت شدّة الإصابة. “لقد كنت غاضبةً للغاية وأردت فقط أن ينتهي كل شيء”، حيث أن رؤية نفسها في تلك الحالة جعلتها تفقد كل الأمل وتذهب في دوامة عاطفية لا يمكن السيطرة عليها، ولكنها مفهومة، إلى أسفل، حتى مع جهود زملائها ومدربها لتهدئتها واستمر ذلك حتى وصل أطباء الصليب الأحمر لحملها بعيداً عن الميدان.

مع كل الفوضى العاطفية التي أحاطت بالحادثة، فإن شحادة لا تذكر كيفية حدوث كل شيء. “لا أتذكر أنني تعرضت للعرقلة. أخبرني أصدقائي أنني قفزت وهبطت بشكل غير صحيح على قدم واحدة. “تسبب الضغط على الجزء السفلي من ساقها، بسبب هذا الهبوط الغير صحيح، في كسر كامل في عظم الشظية الأيسر. تم نقلها إلى الجراحة فور وصولها إلى المستشفى، وخرجت بعشرة براغي وصفيحة من التيتانيوم، ودعامة. وبعد أسبوعين، بدأت بارتداء جبيرة التي لازمن قدمها لمدة أربعة أسابيع أخرى. بعد شهر ونصف من تعرضها لإصابة خطيرة، تمت إزالة الجبيرة أخيرًا وبدأت رحلة شحادة للشفاء.

بدأت هذه العملية الطويلة بالعلاج الطبيعي، حيث كانت لاعبة الصفا حريصةً على العودة إلى الملعب: “بدأت أفكر على الفور في شفائي، وأريد أن أتحسن خطوة بخطوة”.

محمد زين طحان (قائد فريق الصفا للرجال) وأسيل طفيلي (قائدة فريق الصفا للسيدات) في زيارة الى شحادة بعد وقت قصير من إجراء عمليتها الجراحية

شحادة هي حاليا ً في المراحل الأخيرة من عملية التعافي، موضحةً لـ FA Lebanon أن “الجزء الصعب قد انتهى تقريباً. لقد كانت تمارس التمارين في المنزل، حيث أن جميع صالات اللياقة البدنية وعيادات العلاج الطبيعي مغلقة حاليًا بسبب أزمة فيروس الكورونا وتعمل على تقوية ساقها والعودة أقوى من قبل. تعترف أنها تشعر الآن بخوف من ممارسة الضغط الكامل عليها، وستظل كذلك في المراحل الأولى من التدريب، لكنها بالتأكيد ستتغلب على ذلك. “أنا متحمسة [لعودتي] كثيرًا لدرجة أنني أحلم دائمًا بالعودة إلى اللعب وتسجيل الأهداف”. إن التطلع إلى تلك اللحظة قد حفزّها طوال عملية التعافي.

وبحسب شحادة، كان الدعم المعنوي حاسمًا في مساعدتها على التغلب على هذه التجربة المؤلمة. بعد انتهاء المباراة مباشرة، ذهب زملائها واللاعبون المنافسون مباشرة إلى المستشفى للاطمئنان عليها. “شعرنا أن حادثتي توحدنا جميعًا، وضعوا المباراة جانبًا وأردوا التأكد من أنني أشعر بتحسن”، ليس فقط اللاعبين، ولكن أيضًا فريق التدريب والأصدقاء والعائلة الذين شاهدوا من المدرجات. تلقت شحادة العديد من المشاعر من لاعبين من أندية مختلفة، سواء كانت رسائل لطيفة أو زهور أو زيارات للمستشفى، “تلقيت الدعم من فرق أخرى وأشخاص لم أكن أعرفهم حتى، كان من الجميل أن أرى ذلك”. كانت ولا تزال ممتنة لكل من وقف بجانبها.

يأمل FA Lebanon أن تتعافى جنيفر بسرعة ويأمل أن تعود إلى المنافسة في القريب العاجل.

Facebook

More in Interview