Connect with us

المنتخب الوطني

لبنان يتعادل مع العراق: المشكل ليس هنا..

المصدر: الإتحاد اللبناني لكرة القدم

تعادل لبنان أمام العراق بدون أهداف، على ستاد خليفة الدولي في الدوحة، ليحصد نقطته الثانية من ثلاث مباريات في مشوار التصفيات الآسيوية لكأس العالم قطر 2022. تعادلان وخسارة حتى الآن، مع الحفاظ على نظافة الشباك في مناسبتين وعدم تسجيل أي هدف.

هل كان بالإمكان أكثر مما كان؟

مباراة كانت بمجملها متكافئة من حيث الفرص بين الفريقين، ولو أن الاستحواذ كان عراقي بتفوّق ضئيل، إلا أن الخطورة غابت عن المرميين بغالب المباراة. تشارك أيضًا الفريقين 36 خطأً بينهما، بينما لم تتخطَ عدد الأخطاء في أي من المباريات الأخرى حاجز الـ28، في الواقع، العراق (19) ولبنان (17) هما أكثر منتخبان صنعا أخطاءً في الأمس. مباراة ذكرتنا كثيرًا بمباريات الدوري.

عدد أخطاء لاعبي لبنان تخطت تلك أمام الإمارات (11) وكوريا الجنوبية (9). عدد الأخطاء الكبير ضد العراق يمكن أن يفسر بسوء التمركز لدى اللاعبين من الفريقين. ذلك يؤدي إلى عدم وجود فرص حقيقية للتمرير مما يجعل خيار الذهاب واحد ضد واحد، للاعب الذي يمتلك الكرة، أكثر منطقية، مما يجعله عرضة للاندفاع البدني، وبالتالي يتحصّل على خطأ.

في تفصيل آخر يتكرّر في الدوري المحلي، نسبة التمريرات الصحيحة للاعبي خط الدفاع سيئة جدًا وبلغت 58.6%. رقم إن دلّ على شيء، هو الرغبة بعدم بناء أي هجمة من الخلف. 33 تمريرة طويلة لعبت من قبل الأربع مدافعين في الخلف فقط.

هل يلام المدرب التشيكي إيفان هاشيك على عدم إصراره على البناء من الخلف؟

في التشكيلة أمام العراق، دخلنا بتشكيلة دفاعية. لاعبان خط وسط دفاعيين وسوني سعد الذي ظل مساندًا دفاعيًا لعباس عاصي دون تقدم هجومي كبير. هاشيك الذي تكلّم عن ضعف التسجيل في المنتخب قبل المباراة، وهو على حق. ولكن المنتخب أيضًا فشل بالتسديد أكثر من تسع مرات على المرمى في آخر ثلاث مباريات، رقم ضعيف جدًا للاعبين لا يسجلون الكثير. محمد قدوح هو اللاعب اللبناني الوحيد الذي سجل أكثر من 20 هدف في آخر 12 شهر.

في الواقع، كلّ المدربين الذين أتوا على رأس المنتخب منذ عام 2013، انتهجوا نفس طريقة اللعب; تسكير المنطقة الدفاعية مع الإعتماد على الإمكانيات الفردية للمهاجمين وسوء تمركز الخصم لخطف هدف. ولن يكونوا كلّ المدربين، على اختلاف مدارسهم الكروية، مخطئين بطبيعة الحال، خصوصًا أننا أنجزنا في هذه الفترة (2013- الحاضر)، أكثر من أي فترة سبقت.

حوالي ثلثي لاعبي المنتخب تأسسوا في لبنان، أي أن تأسيسهم يشبه لحد بعيد نمط اللعب التي يستخدم اليوم في الملاعب اللبنانية، أي “طج وشوط”. نادرًا ما نرى فريقًا قادرًا على لعب كرة قدم حديثة، أو على الأقل يحاول ذلك. حتى فريق العهد، خلال كأس آسيا 2019، برزت أرقامه الدفاعية وليس الهجومية، حتى أنه كان من أقل الفرق الفائزة باللقب تسجيلًا في تاريخ البطولة (لقراءة المزيد عن الموضوع بالإنجليزي، إضغط هنا) . فعليًا، يصعب على اللاعبين تطبيق طريقة لعب لم يتأسسوا عليها، لذلك يلاقي كلّ المدربين للمنتخب الأول صعوبة بتغيير منهاج اللعب.

ما يمكن “إلقاء اللوم” فيه على هاشيك هو الشكل التكتيكي للفريق عند افتكاك الكرة من الخصم. ليس فقط ضد العراق، بل في أول مباراتين أيضًا. لم نكن نستطيع الوصول إلى مرمى الخصم عندما يخسر الكرة في منطقتنا الدفاعية، بسبب عدم وقوف اللاعبين بمراكزهم بشكل جيّد، فتغيب النقلات السريعة والهادفة للكرة، فيخسر لبنان الاستحواذ دون الوصول للمرمى (إلا بحالات التفوق الفردي للاعب معيّن) ونعاود الكرّة.

سلاح آخر نخسره هجوميًا وهو الضربات الثابتة. اللاعبون لا يلتزمون تمامًا بمراكزهم خلال الضربات الثابتة، مما يفقد الفريق القدرة على التسجيل من خلالها. لقطة الركنية الأولى ضد العراق، التي سددها ألكسندر ملكي، لا يمكنها أن تتكرر مع كلّ ضربة ثابتة للبنان. فحدوثها كان محط الصدفة، فهي خلقت من الفوضى والفوضى لا يمكن تكررها.

بالرغم من الملاحظات على مقاربته للمباراة وبعد الخيارات التكتيكية، إلا أن المشكل ليس بهاشيك. فكما أسلافه، هو وخلفه لن يعتمدا طريقة لعب مغايرة عن الطريقة الحالية، ببساطة بسبب إستحالة استخدام طريقة أخرى. عمومًا، وصولنا لهذه المرحلة من التصفيات هو تحقيق أكثر مما بالإمكان. نحن بعيدون جدًا عن كرة القدم الحديثة، كما يبعد لاعبون دون 10 سنوات عن دوري الدرجة الأولى، ولن تكون المسافة أصغر في المستقبل، حتى أن يتأسس هؤلاء اللاعبون (دون 10 سنوات)، على الطريقة السليمة للعب كرة قدم حديثة.

فايسبوك

More in المنتخب الوطني