على الرغم من ان الاتحاد اللبناني لكرة القدم قد تأسس عام 1934 وانضم إلى FIFA عام 1935، لم يلعب المنتخب الوطني إلا أول مباراة رسمية في عام 1940.
لم يتأهل لبنان أبداً إلى كأس العالم، وقبل 2011 لم يبدو قريبًا أبدًا. في يوم واحد، تغير كل شيء. ماذا حدث قبل أن نلعب تلك المباراة؟
بعد فوزه على بنغلادش بنتيجة اجمالية 4-2 ضمن الجولة الثانية من تصفيات كأس العالم، وضعت القرعة لبنان في مجموعة مع جنوب كوريا والكويت ودولة الإمارات العربية المتحدة. على الورق، هذه المجموعة لم تكن مؤاتيه للبنان. علاوة على ذلك، استقال إميل رستم، المدير الفني في ذلك الوقت، فأصبح الفريق أقل استقرارًا. ولكن ربما كان هذا أفضل شيء يمكن أن قد حدث، بما ان لبنان عيّن المدرب ثيو بوكير خلفا له، وهي الخطوة كانت ناجحة نسبيًا.
بعد انطلاق الحملة بخسارة بنتيجة 6-0 في سيول على يد كوريا الجنوبية، لم يهزم لبنان في مبارياته الثلاث المقبلة، وفاز 3-1 على الإمارات، بينما تعادل مع الكويت 2-2 في بيروت وفاز 0-1 في الكويت. بعد هذه النتائج، كان لبنان يجلس في المركز الثاني برصيد 7 نقاط، في حين كانت كوريا الجنوبية متصدرة برصيد 10 نقاط، والكويت في المركز الثالث برصيد 5 نقاط والإمارات في المركز الأخير بدون اي نقاط. المباراة القادمة؟ كوريا الجنوبية في لبنان. إذا فاز الأرز، فهو يضمن عمليًا التأهل إلى الجولة الثالثة من التصفيات، وهو شيء لم يحققه أبدًا.
15 تشرين الثاني 2011، ملعب مدينة كميل شمعون الرياضية، 35000 مشجع. الحكم خليل الغامدي يوجه صافرة والمباراة تبدأ.
في الدقيقة 5، بعد أن الحصول على ضربة حرة بذكاء، علي السعدي يتلقى الكرة بعد انحرافها من المدافع الكوري الجنوبي ولبنان يتقدم فجأةً 1-0. لكن النشوة لم تستمر لفترة طويلة لأن في الدقيقة 20، تحول البطل علي السعدي إلى الشرير بعد حصوله على بطاقة صفراء ويحتسب ضده ركلة جزاء، فيسجل جا تشيول كو وتعود المباراة إلى التعادل.
الشوط الأول لم ينتهي بعد. بعد حصوله على رمية تماس في الدقيقة 28، ويعرقل محمود العلي داخل منطقة الجزاء ويحتفل بعدها. يتقدم عباس احمد عطوي ليأخذ ركلة الجزاء، ينظر الى جونغ سونغ- ريونغ وهو يركض باتجاه الكرة ويرسل حارس المرمى الى اليمين، ويطلق الكرة في الزاوية اليسرى السفلية، وينفجر الملعب.
لم يكن الشوط الثاني مليئًا بالأحداث، ولكنه ربما كان أكثر ضغطًا على جماهير في المنازل. هجومنا الوحيد جاء من تسديدة من رضا عنتر أصابت العارضة، بينما وضعت كوريا الجنوبية كرة عرضية خطرة أنقذها زياد الصمد بساقيه. عندما كانت الساعة تشير إلى أن الوقت الإضافي قد انتهى تقريبًا، كان لدى كوريا الجنوبية ركنية أخرجها الدفاع لبناني إلى خارج الملعب. الغامدي ثم اطلق صافرة ثلاث مرات، ولبنان فاز على كوريا الجنوبية، والجماهير جنّن جنونهم، بدأ اللاعبون الاحتفال على أرض الملعب، وبدأ المهرجان. لقد تم كتابة التاريخ للتو.
هذه المباراة هي “المباراة” التي سيتذكرها جميع اللبنانيون، لقد لعبت قبل 9 سنوات وما زلنا نتحدث عنها لليوم. لم نصل لكأس العالم، لذا تخيّلوا لو فعلنا ذلك.